كثر الحديث في الفترة الماضية عن الهجرة الغير شرعية الي البلاد الأوروبية خاصة ايطاليا واليونان .. فما هي الأسباب التي تؤدي ال اتجاه الشباب الى ترك بلادهم وأسرهم واللجوء الى ركوب الصعب وتعريض انفسهم للخطر ؟ .
تعالوا بنا نحاول التعرف على هذه الأسباب وايجاد الحلول المناسبة لها إن امكن .
الشباب عادة بعد ان يكبروا وينهون دراستهم يفكرون في العمل والزواج وتكون اسرة( اما من لم يحظ بنصيبه من التعليم فهو يعمل في سن مبكرة) .. وهذه سنة الحياة.. ولا يستطيع احد ان يلومهم في ذلك ، ولكن ظروف الحياة واحوال المعيشة الصعبة في ظل هذا الغلاء وإرتفاع الاسعار المستمر ، والحصول على المال بشق الأنفس .. وانتشار البطالة بدرجة كبيرة ، وتحمل بعضهم مسئولية الانفاق على الأسرة لاسباب مثل وفاة رب الأسرة او انفصال الوالدين او ظروف الوالد الصحية او ... الخ
كل هذا ادي الى تفكير الشباب في ترك بلادهم والبحث عن فرص عمل خارجها حتي ولو بطريقة غير مشروعة .. ووجدوا من يساعدهم في ذلك .. مقابل مبلغ من المال قد لا يكون معهم .. ويعلم الله كيف يأتون به ويدبرونه من هنا وهناك .. كل ذلك من اجل تحقيق الحلم في العمل و العودة لأسرهم بالمال الذي يكفل لهم الحياة الكريمة .
ولقد ادت هذه الطريقة في الهجرة الغير شرعية الي فقد الكثيرين من شبابنا لحياتهم من اجل تحقيق هذا الحلم .. فلقد مات الكثير من الشباب على شواطيء إيطاليا نتيجة لذلك ، وبدلا من ان يعودوا لأسرهم محملين بالهدايا والاموال ، عادوا اليهم محملين على الأكتاف .. لكن ليس كأبطال بل جثث هامدة في نعوشها .. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم... هل هناك حل لهذه المشكلة ؟ نعم .. اذا تضافرت جميع الجهود بالدولة من مسئولين ورجال اعمال من اصحاب الشركات والمصانع وكذلك البنوك .. بحيث يتم توفير فرص عمل للشباب في بلدهم وبذلك نحل المشكلة بدلا من ان نخسر أولادنا بهذه الطريقة .
فيمكن ان يقوم كل صاحب شركة او مصنع بتعيين عدد محدود من الشباب ويعتبرها خدمة للمجتمع الذي يعيش فيه ، كذلك اذا قامت البنوك بإنشاء محلات تجارية وقامت بتشغيل الشباب العاطل فيها فلن نجد الشباب يقفون على نواصي الشوارع يعاكسون السيدات ولن يضطر بعضهم للهجرة الغير مشروعة .. ايضا يجب على الدولة صرف بدل بطالة للشباب العاطل .. فقد آن الأوان لذلك بعد ان تخلت عن مسئوليتها تجاه تعيينهم بالحكومة .. وهذا الأمر (بدل البطالة ) موجود في بلاد العالم المختلفة .
إن عمل الشباب سوف يحميهم من الإنحراف والتسكع على النواصي ، وبذلك نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد : قللنا من حجم البطالة ، وكذلك من معدلات الانحراف والجرائم الناتجة عنه.وفي النهاية اقول ان هؤلاء الشباب الذين هاجروا بطريقة غير شرعية لو وجدوا العمل الذي يكفل لهم الحياة الكريمة في بلادهم لما كانو عرضوا حياتهم للخطر ، ولما لقوا حتفهم بهذه الطريقة المأساوية .. وحسبنا الله ونعم الوكيل