"إنه لا يستطيع أن يلعب الكرة، ولكنه في المكان المناسب دائما"، بتلك الكلمات وصف المدرب الكبير وصانع ألعاب منتخب هولندا يوهان كرويف واحدا من أعظم لاعبي ايطاليا وهو فيليبو انزاجي قلب هجوم فريق ايه سي ميلان الايطالي.
فيليبو انزاجي الملقب "بسوبر بيبو" ليس مجرد لاعب انضم للمنتخب الايطالي وعرف طريق الشهرة والمال، ولكنه من أكثر اللاعبين اللذين تمكنوا من صناعة الاسم والمجد والتاريخ، حيث استخدم عقله قبل مهارته في كرة القدم.
ويعتبر بيبو من أكثر اللاعبين اللذين يستغلون أخطاء المدافعين وحراس المرمي، فهو متواجد دائما كالأفعى التي تنقض علي فريستها حينما تخطيء وتدخل الي منطقتها وتقدم لها نفسها، بل ويستطيع انزاجي ان يسجل من أنصاف الفرص أهدافا غير متوقعة.
بدايته كانت عام 1991 مع فريق مغمور بمدينته وهو "بياتشينزا"، ثم أعير الي فريق مغمور آخر يدعي "بيونيلفي" حيث بدأت معه مسيرته في التهديف وسجل له 13 هدفا في 21 مباراة لعبها ليبدأ في تسطير اسمه في تلك الأثناء.
وفي الموسم التالي أعير الي فريق "فيرونا" وأصبح اسمه يتردد في سماء الكرة الايطالية كناشي واعد بعد ان سجل مع فيرونا 13 هدفا في 36 مباراة ليعلن عن نفسه واسمه ويقول للجميع "انتظروا بيبو لاعب المستقبل".
وكان فريق "بارما" هو من قدم انزاجي للكرة الايطالية حينما انتقل الي صفوفه موسم 1995-1996 ولكنه سجل هدفين فقط في 15 مباراة لعبها، لينتقل الي "اتالانتا" ويتوج معه بلقب هداف الدوري الايطالي برصيد 24 هدفا في 34 مباراة شارك فيها كاملة.
وجاء موسم 1997-1998 لتكون النقلة الأكبر في حياة انزاجي بعد انتقاله لصفوف فريق السيدة العجوز "يوفنتوس" ليشارك واحدا من رموز الكرة الايطالية وهو اليساندرو ديل بييرو قيادة هجوم اليوفي وحصل معه علي لقب الدوري في هذا العام.
ثم تحقق حلمه الأكبر حينما انضم لصفوف منتخب ايطاليا في هذا العام، ولعب أول مباراة للمنتخب الازوري ضد منتخب البرازيل، ومنذ ذلك الوقت لعب مع المنتخب الإيطالي 57 مباراة دولية سجل فيها 25 هدف.
وانتشرت نيران بيبو علي كل الفرق التي لعب ضد يوفنتوس بعد انتقاله إليه حيث سجل رقما يعد قياسيا في التهديف بعد ان سجل مع اليوفي 57 هدفا في 120 مباراة لعبها فريقه في الدوري حتي موسم 2000-2001.
وبعدها انتقل انزاجي الي صفوف ميلان في واحدة من اقوي صفقات موسم 2001-2002 ولكنه واجه سوء طالع حيث أصيب إصابة بالغة في الركبة أبعدته عن اللعب، وحينما عاد كانت قوته المعروفة عنه في التصميم علي انجاز ما فات من وقت هي الفاصلة في مسيرته مع ميلان.
وحصل مع ميلان عام 2002-2003 علي كأس ايطاليا ودوري أبطال أوروبا بالإضافة الي كأس السوبر الأوروبي في نفس العام، ثم 2003-2004 علي لقب الدوري الايطالي.
وتحقق لبيبو اكبر انجاز شخصي في تاريخه وهو الحصول علي لقب أكثر اللاعبين الايطاليين تسجيلا للأهداف في البطولات الأوروبية برصيد 39 هدف، وحصل مع منتخب ايطاليا علي كأس العالم عام 2006 بألمانيا ليواصل تحقيق الانجازات.
وفي عام 2006-2007 حصل انزاجي مجددا علي لقب الدوري الأوروبي مع ميلان، ثم كأس السوبر الأوروبي، واختتم العام بلقب بطل أندية العالم والتي أقيمت باليابان.
وكان يوم 15 مارس 2009 هو يوم اكبر الاحتفالات في تاريخ انزاجي حيث سجل هدفين في مرمي سيينا كان احدهما هدفه رقم 300 في تاريخه علي مر البطولات التي شارك فيها "سوبر بيبو" ليكون بذلك واحدا من أهم المهاجمين اللذين أتوا في تاريخ الكرة الايطالية.
قال عنه السير ألكس فيرجسون مدرب نادي مانشستر يونايتد الانجليزي "لقد ولد فيليبو إنزاجي في منطقة الجزاء".