تصريحات الدكتور نظيف واكتشافات سامح فهمى
رئيس الوزراء «الأطول» فى تاريخ مصر لا يكف عن إطلاق التصريحات ـ المدهونة بزبدة ـ التى تنقسم إلى ثلاثة أنواع، الأولى: «تسيح» بعد ساعات والثانية تذوب بعد أيام والثالثة تتلاشى بعد أسابيع، والأخيرة هذه هى أطول مدة لصلاحية تصريحاته، سبق أن وعد منذ شهور بحل مشكلة طوابير الخبز خلال أيام ولكنها إلى الآن لم يتم حلها ـ ولو مكنتوش مصدقين أسألوا الرصيف المقابل لأى فرن ـ وسبق أن قال إن مصر لم ولن تتأثر بالأزمة المالية العالمية، ومازال نزيف البورصة مستمرا، وغير هذا ما يضيق المجال عن ذكره، ولا يضاهى هذه التصريحات فى الرخامة إلا إعلان السيد المهندس سامح فهمى وزير البترول عن الاكتشافات البترولية والذهبية والفضية والفسفورية والمنجنيزية، والتى إن صدقنا نصفها لتخيلنا أن «البلية لعبت والدنيا بشبشت» ولا حاجة لنا إلى العمل أو الغربة فى بلاد الجلادين لنكسلب قوت يومنا.
2- هيئة الأرصاد الجوية
تتميز هيئة الأرصاد المصرية بأنها بـ «تتوقع فى المتوقع» فى الشتاء تعلن أن «الدنيا برد» نتيجة الرياح الشمالية الغربية الآتية من أوربا، وفى الصيف تعلن أن الجو حار رطب نتيجة الرياح الموسمية الآتية من شبه الجزيرة العربية والهند، ولا أحد يعرف لماذا »تستقصدنا« الرياح بهذا الشكل المستفز، ولماذا لا تفعل الهيئة شيئا أمام هذا الاستفزاز الواضح، وما لزومها هى نفسها بكل معاملها وأدواتها إذا كانت الأرصاد الجوية من الممكن معرفة حذافيرها بالأقمار الصناعية، أو بضغطة زر على موقع «ياهو» الذى يتنبأ بالأرصاد الجوية فى أى مكان فى العالم لأسابيع وأشهر وربما لسنوات قادمة.
3- برامج التوعية فى القناة الثالثة
ثلاثة أنفار يشاهدون برامج القناة الثالثة، «المونتير» الذى يقوم بعمل المونتاج لهذه البرامج، والطالب المغترب الذى يسكن فى بيت طلبة تليفزيونه من ذوى القناة الواحدة، والثالث هو ذلك «العيل الغبى» الذى ظهر قفاه أمام كاميرا التليفزيون، وسأل واستقصى حتى عرف أن هذه هى كاميرا القناة الثالثة فاتصل بأصدقائه وأيقظ أهله من النوم ليتفرجوا على قفاه حينما يظهر على «الشاشة» والذين بالطبع لن يطيعوه لأن »العمر مش بعزقه« ومع نسبة المشاهدة المتدنية هذه تصرف القناة كل موازنة مئات الآلاف بل ملايين الجنيهات، لعمل برامج «التوعية» التى تشبه حقنة فى «العضل» لا تفيد ولا تتركك تجلس بسلام.
4- التغطيات الصحفية للحوادث
دبر خطته الماكرة، وتسلل كالثعبان، وتربص كالذئب البشرى، ولم يعرف قلبه معنى الرحمة ولا الإنسانية، ولف حبائل الشيطان حول رقبة الضحية المسكينة، وفعل فعلته النكراء، ضاربا بكل الموروثات والأخلاق والأديان عرض الحائط، واستدرجها إلى عش الشيطان، مضمرا نيته الخبيثة، وحينما نال غرضه الدنيء، قتلها وأسال دمها وقطع أوردتها ومزق جلدها، ثم غرق فى دموع الندم، وتم القبض عليه برعاية السيد وزير الداخلية وتحت إشراف السيد مدير الأمن، وتخطيط السيد مساعد أول مدير الأمن والسيد مساعد ثانى مدير الأمن، والسيد رئيس مياحث العاصمة. «نموذج لمقدمة خبر حوادث للقبض على طفل سرق فرخة».
5- إعلانات قناة الناس
إذا كنت بائعا «سريِّح يعنى» فى الأتوبيسات وتمتلك من الصوت الجهورى «أرخمه» ومن الطلة «أعفشها» ومن الدم «أثقله» فأدعوك لتقدم إعلانات قناة الناس التى ستجد فى استديوهاتها البيئة الحيوية الملائمة لتمارس مهنتك المفضلة، وصدقنى الفرق بين الأتوبيس وقناة الناس ليس كبيرا، والاثنين زحمة والثلاثاء أجازة وبيع و اكسب واللى يحصًّلك يكسًّرك.
6- بحمد الله لا يوجد سجائر.. عفواً لا يوجد بنزين 80
لافتتان تقابلهما كثيرا فى أكشاك السجائر وفى محطات البنزين، فإذا كان كشك السجائر لا يبيع السجائر، وإذا كانت البنزينة لا تبيع بنزين، فلماذا خلق الله البنزينات و الأكشاك؟
7- أغانى المناسبات وأفلامها
فى العيد، فى رمضان، فى 6 أكتوبر، فى عيد الثورة، فى عيد الأم، فى رأس السنة الهجرية، فى أى مناسبة من هذه المناسبات أو غيرها نستخرج الأموات من قبورهم ليعزفوا لنا مرحب شهر الصوم، أو يصوروا تحطيم خط بارليف، أو هزيمة أبو لهب، وبالطبع الرخامة فى الأمر ليست المناسبات لكن طريقة احتفالنا بها التى نأتى فيها بـ«دموع» أمينة رزق، أو «تكشيرة» محمود مرسى ليقنعونا أن المناسبة سعيدة وعلينا أن نحتفل.
8- أركن يمين وكلم الظابط
الرخص سليمة.. والحزام مربوط.. وطفاية الحريق وشنطة الإسعافات، ولابس نظيف، وغاسل سنانك، ومصلى وصايم.. ومع ذلك يقابلك أمين الشرطة بابتسامة بلهاء قائلا: أركن يمين وكلم الظابط.. لو قالك كده قوله أنا مخاصم الظابط ومبكلموش.
9- تشغيل النغمات والأغانى فى المواصلات العامة
نصيحة مجربة: لو قابلك أحد من أولئك الذين يشغلون نغمات الموبايل وأغانيه فى المواصلات العامة ويستمتعون بـ «النوكيا تون» بلا مراعاة لمن يجلسون بجوارهم، فقل له ساخرا: ألف مبروك الموبايل الجديد يا برنس، ووقتها سيكتشف حماقته ويخرس موبايله ملحوظة: إن لم يحدث الهدف المرجو من النصيحة فهذا يعنى أن فيرس الرخامة تطور، ووقتها «إتعامل أنت بقى»
10- لحظة إعلان المفتى للرؤية
كل سنة ننتظره، يصلى العشاء وسنتها، ليقول لنا كلمة أو أثنتين «غدا العيد» أو «العيد بعد غد» فيعيد ويزيد، ويذكر نفس الآيات لنفس المواقف، ويضع قوانين استشراف الرؤية، ثم يخالفها كلها بكلمة واحدة، وبعد أن يذل أنفاسنا يقول ما ينوى أن يقوله، ولا أدرى لماذا لا يقول «الكلمتين» ويريحنا.
11- المطبات الحديدية
لا أحد يعرف على وجه التحديد ما الهدف الكامن والسر الدفين وراء حرص هيئة الطرق والكبارى والأجهزة التنفيذية بالمحافظات من وضع هذه الخوازيق الحديدية فى الأسفلت، حتى تسربت شائعة تقول إن هيئة الطرق والكبارى تعاقدت مع الشركات المستورة لكاوتش السيارات بتثبيت هذه الخوازيق لتفسد كاوتش سيارات المصريين مقابل نسبة من ربحها الناتج عن سرعة استبدال كاوتش السيارات.
12- ديكتاتورية سائقى الميكروباز
انتبه أنت رهن الاعتقال.. هذه الجملة هى التوصيف الأمثل لحالة شروعك فى ركوب الميكروباص فى مصر، من أول: «خف نفسك يا بيه وأدخل رابع ورا» لحد «معلش يا أخواننا هلف من هنا عشان الظابط» وفى النهاية لا أنت نازل فى المكان الذى تريد، ولا أنت قادر على الاعتراض، على كلٍ «كفاااارة»
13- الفرانكو أراب
14- حملة «احسبها صح»
كنت فى الصف الرابع الإبتدائى وطلب منى مدرس اللغة العربية أن أكتب بحثا عن ترشيد الاستهلاك، فسودت عشر صفحات. وأذكر أننى كتبت من ضمن ما كتبت أننا لابد أن نرشد استهلاكنا من معجون الأسنان ولا نملأ الفرشاة، ونرشد من استهلاك الملابس بشراء معطف واحد فى الشتاء. ووقتها لم أكن أعرف ما معنى كلمة معطف. نرشد من استهلاك المياه بغسيل الملابس فى مياه البحر. ومنذ أن بدأت حملة أحسبها صح وأنا أشعر أن مدرس اللغة العربية نصب على وباع بحثى لحملة «احسبها صح».
15- مسلسلات الأطفال
نعجز عن عمل مسلسلات وبرامج أطفال خفيفة زى الأجنبى وأغلب البرامج عبارة عن «لت وعجن» أما المسلسلات ومنها قصص التراث التى تم تنفيذها بعبقرية رخامية قصوى ـ بتماثيل من صلصال، أغلب الظن، أن مبدعها أتى «بشوية طينة» من جنب الرصيف ليشكل بها شخصياته البلهاء، وكل ما شاهدت هذه المسلسلات أقول «هو مكنش معاه ربع جنيه يجيب بيه فرخ صنفره خشنة يصنفر بيه التماثيل دى شوية
يمارسون أعمالهم فى مصر أما عملاؤهم فمن إنجلترا العظمى.